تتميز الحياة بكثرة التغيرات والتحولات التي تشكل ضغوطا على الإنسان الذي يلجأ إلى التأقلم والتكيف معها. فمثلا قد تتغير الظروف داخل الأسرة، وقد تتغير ظروف العمل وتتوتر العلاقات الاجتماعية وتتعقد الظروف الاقتصادية، وقد تصاب صحة الإنسان بالوعكة أو بالمرض. وتشكل هذه التغيرات ضغوطا على الإنسان الذي يلجأ إلى التأقلم معها فيعدل سلوكه. ومن الأمثلة على ذلك تغيير الإنسان للباسه حسب برودة الجو أو سخونته. وتسمى هذه العملية بالتكيف.
تحدثنا في الحلقة الماضية عن علاقة الإيمان بالمرض النفسي، وقلنا إن هذا الأخير يصيب المؤمن وغير المؤمن، المتدين وغير المتدين، وأن تأثير الإيمان فيه مثل تأثير الإيمان في المرض العضوي.
يتساءل بعض القراء عن دور الإيمان في الوقاية من المرض النفسي وفي علاجه. وبعضهم يخلط بين المرض النفسي وبين مرض النفوس ذي الطابع الديني والأخلاقي، وآخرون يعتبرون الإيمان كافيا للوقاية من المرض النفسي، وأن الإصابة بهذا الأخير دليل على ضعف الإيمان.
تنتشر كثير من المفاهيم الغامضة وغير الدقيقة عن المرض النفسي، فيحاط لدى كثير من الناس بالتخوف، وأحيانا بالعار أو بالخرافة، وينظر إليه في حالات كثيرة نظرة سلبية أو دونية، مما يجعل كثيرا من المصابين بالاضطرابات النفسية يعزفون عن استشارة جهة طبية مختصة أو يترددون عن طلب العلاج، وهذا بدوره يؤدي إلى بقاء المرض واستفحاله. ويحدث هذا مع الأسف في وقت تطورت فيه المعرفة العلمية بالأمراض النفسية بشكل غير مسبوق، وأصبحت أسبابها وتفاعلاتها معروفة أكثر من ذي قبل. كما أنها أضحت اليوم في الغالب قابلة للعلاج، أو على أقل تقدير قابلة للتحسن.
يخلط كثير من الناس بين الصحة النفسية والطب النفسي، ويعتبرونهما شيئا واحدا، وفي كثير من الأحيان يربطون هذا الأخير بعلاج بعض الاضطرابات النفسية الشديدة، لكن الصحيح أن المفهومين متداخلان وبينهما العديد من الفروق. فيمكن أن يكون الفرد خاليا من المرض النفسي، لكنه ليس بصحة نفسية جيدة عندما تكون عنده صعوبات في مواجهة تحديات حياته، فيكثر عنده الارتباك والقلق والإحباط مثلا، بينما يمكن أن يصاب الإنسان بمرض نفسي، ويكون ذا صحة نفسية جيدة، إذا سلك أساليب العلاج أو التحكم في المرض المعني، وتفاعل مع وضعه بما يكسبه الرضا والسعادة.
من المباحث التي حار فيها كثير من الدارسين قديما وحديثا هو تعريف النفس، وتحديد مكوناتها. وهنا نشير إلى أن استعمالات لفظ النفس في الدراسات الحديثة تختلف قليلا أو كثيرا – حسب السياقات – عن استعمالات لفظ النفس في القرآن الكريم والأحاديث النبوية والنصوص الدينية والتراثية الأخرى. وتدقيق هذا الأمر مهم حتى لا يقع الخلط في استعمال هذا المصطلح فيهما، مما يمكن أن يكون مصدر خطإ أو تشويش.
يحار كثير من الناس في فهم المرض النفسي، ويخلطونه بالعوارض أو المشاكل النفسية التي قد يعاني منها الفرد في فترة معينة أو سياق معين. والتمييز بينهما شيء مهم لنعرف متى يكون تدخل الطبيب النفسي ضروريا ومتى لا يكون كذلك.
“المسؤوليات لا تدوم”، هي العبارة التي رددها سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة السابق بعد عودته إلى عيادته المتخصصة في الطب النفسي.
وفي لقاء له مع موقع “سيت أنفو”، تحدث العثماني عن مراحل عودته للعيادة، التي قال إنه يشعر بسعادة كبيرة حينما يلجها ويشرع في استقبال مرضاه، مشددا على أن العديد منهم ظلوا وفيين له رغم غيابه عن العيادة لمدة تصل لـ 5 سنوات.
وأكد سعد الدين العثماني الذي ترأس الحكومة في ولايتها السابقة، أن الانشغالات الحكومية دفعته للتقصير في الزيارات العائلية، مبرزا أنه اختار أن يقوم بزيارات لأسرته الممتدة بعد انتهاء مهامه الوزارية لتعويض التقصير.
أكد الدكتور سعد الدين العثماني، الأمين العام السابق لحزب العدالة والتنمية، أنه جندي في حزب العدالة والتنمية.
وأضاف العثماني في كلمة خلال اجتماع للمجلس الوطني لحزب "المصباح"، الأحد 31 أكتوبر 2021 ببوزنيقة، أن الحزب ليس مواقع مسؤولية، وإنما هو رجال ونساء يعملون لله لتحقيق الأهداف التي انطلقنا لها منذ أول مرة، مسترسلا: "سنستمر على العمل لتحقيقها إلى أن نلقى الله".